ليس ما يجعل الصباح نديا هذا اليوم،
غير ذلك الانبجاس الخفيّ لهياج الروح،
متربعة في صحنها القمريّ
غير هذا التلعثمُ في وجْنة النحاس.
امرأة تحرق عشب القارات
لتضيء نجم الشكيمة المتدليّ
مثل نية انتقام لسماء مدلهمة.
تقطع ذراع الفجر من أجل ظلها الهارب
في مغارة الأبعاد
تستجلي لآليء الشك
في مركبة البرق
فكأنما الرعودُ طرائدُ لأحلامها
الليلية،
لا شيء يستثنى من قبضة ومضها،
المستفز حتى
مكان السرة النابت
في مقبرةٍ
بجبال الهملايا.
سعيدةً أحياناً سعادة المبدع باكتمالِ
قصيدةٍ
أو سعادة النسر بالتهام ذروةٍ
جبليّة
وحزينة، ربما كان ذلك
حين تدخل ريح الجنوب إلى رأسها
المخضّب بعواء
المقاهي والقطارات
ترنو من وراء النوافذ والأسلاك
إلى
عيني ضبع مُسن
لتعرف اتجاه الأعاصير
وتستدير، استدارة شمس
في ليلتها الأبدية.
غيمةُ جنس تجأر بالفضيحة
ومنارة هذيان لأجيال تلفت
منذ قرونٍ
لا شيء يرحل عن مدى ناظرها
إلا وتحصده بفأس النبوءة،
النبوءة التي تتنزه في شرايينها
مثل ضبّ يتنزهُ
في مغارة الليل
تفركُ عينيها المرهقتين من سفر
الأيام الطويلة، حيث كان البدو
يحدَّقون فوق أحصنتهم وهي
تتوارى خلف زجاج الأفق
وتسقط مثل نيزكٍ في شواطئ
مجهولةٍ.