دائماً أقطعُ الطريق المؤدي إليها
وهي ترمق صباحاً يطلع من رأس
بُحيرةٍ،
بينما كلبُ المقهى يزداد نباحهُ
كأنما حدأة ستمزق مضجع الحارة بعد قليل.
الشاحناتُ عبرتْ في اللحظة حدبة الجسور
لتستوطن قلبَ مشردٍ (خاصَّة وقت النومِ)
أراها تهرش اللحم كالطيور الجارحة
وتختفي في أزقة الشرايين.
لكن المطر لا يزال ينزل أمام دُكانها وهي
ترتب الفطائر بهلوسات ملاكٍ.
* فطيرةُ واحدةُ.
– 4 فرنكات.
وتختفي الشاحنات والنباح في
أنفاق المترو، أستمعُ
إلى عازف ((الجاز)) الذي لم يعد يتحدثُ
عن أية أحلام.
((كلوشار)) نائمُ، بين تعاريج صرخاته،
أرى قطيعاً من الثيران
الوحشية
تتدفق على الشوارع المأهولة بالقتلى
تاركة
بصمة الزمان.