ببراءة الخطوة الأولى،
بالبراءة نفسها
تقمصتُ ملاك أوهامي
وذهبتُ نحو المرأة التي انقذفت
دهور وجدْها في رأسي
نحو المرأة التي أحب.
كان الليلُ يتكوّر مثل قتيل في الحانةِ
والشارعُ يتلوى جوعاً باحثاً عن
فريسةٍ، تخترقه بين الفترة والأخرى
جلبةُ قطارات تشبه لغط ذئاب
في صحراء، أو هلوسات جيش يحتضرُ
كنت أعبر الرصيف نحو الضوء
الذي انفجر فجأة من تحت أضلعي
شارداً في أزقة الذكرى حيث
يتسكع السكارى والمشعوذون
على ضوء الشموع التي أوقدتها
المرأةُ، التي دوّختني عبر
القرونِ
أصعدُ السلم الخشبي الذي طالما
تدحرجتْ في ثنياته كل طفولةِ
أيامنا المعّشبة.
وكما في قصص ((الجنيات)) ينفتح
البابُ، يقودني ضوءُ أضلعي الشاحبُ،
وبجرأة عاشق وحيد يهوي وسط
ظلال الأساطير على سرير الملكة.
وبالبراءة الأولى، براءة الحُلم التي تلمعُ
في الليل مثل بريق شفرةٍ لم تستعملْ،
صرختُ ((إن ما أحضنه كان جثماناً
للمرأة الغابرة)).