ضربة شمس
ماذا تريد مني
هذه الذئبة التي لم تعد وديعة
كما كانت
تستشيط أكثر كلما امتدت الآلة الى ممالكها
الفسيحة في الظلام.
أي غباء لشاعر يرمزها بالحرية.
هذه العظْمة التي أقلبها بين أصابعي
من غير أن تكون لي أسئلة هاملت
(بسبب الشمس يقينا)
عظْمة الكتفين أو الفخذين
والرأس
عظْمة قاطع طريق في القرون الوسطى
عظْمة الكاحل لعاشقة
في هضاب غرناطة وبيروت.
عظْمة الغراب الأول في الخليقة.
عظْمة جارنا الزطيّ الذي مات
منكفئا على فرج زوجته بينما الهاجرة
تصهل في الخارج
عظْمتي أنا
قبل أن أكون حلماً لفراشة شمسٍ
تغطس في صقيع
أو بوذي على مصبات نهر الصين.
أي هذيان شمسي يدفعني لتقليب
رفات الموتى
أخوتي في الرضاعة والمصير؟
أشجار ترحل
كأنما يمطرون بكاء أخيراً.
على الطاولة أعقابُ سجائر ونبيذ
سقوفٌ تنهار باستمرارٍ
على رؤوسهم
وأشجارٌ ترحل
كأنما جاءوا من آخر العُمر
أوله ضاع في الضجيج.
كأنما جاءوا من آخر الدنيا
يتبعون نجوماً نزفتْ آخر قطرة ضوء
وجبالاً تشيخ في عرينها الأزمنة.
كان التذكّر
جسرُهم الوحيد نحو المحاق.
ذكرى
كادت النظرة أن تتجمد
في فضائها السان
وهي تقول:
((مرّ زمنٌ بعيد لم نلتقِ))
مرت أجيال وحروب
مرت شاحنات في ليل حالك
مرت صيحة الغراب على رؤوسنا، ضحى
ذلك اليوم القاسي من شهر آب.