قوس قزح ناحل يمشي على الأرض
موجة رقطاء تغمر الأزمنة
قبل ثمانية آلاف عام قبل الميلاد
كنت تسرح في الأكمات والغابات الخضراء
الشديدة الخضرة
حتى دارت الطبيعة دورتها الكبرى
وضربها زلزال الجفاف
انقرضت سلالتك القطيّة
انقرض الأسد والفهد الآسيوي
وبقيت وحيداً تائهاً في الصّحراء
كأنّك من اختاره القدر لمهمة الوجود الشّاقة
وبإرادة لا ينقصها الشتات
بقيت رفيقا لليباب والعَدَم
حتى يومنا هذا.
كانت العرب تسميك الأبرد والعسير
فوق قمم عاتية وعصيّة
وفي أغوار كهوف لا قرار لها
حافظت على نسلك الفريد
حافظت على صفاء الوحشة في أعماقك
يا من تموت باكرا
بعمر لا يتجاوز العشرين عاماً
أي لغز في حياتك المحصّنة وموتك السريع
أي جمال لا يضاهيه جمال آخر
في جسدك وفي الألوان الباهرة
التي تطرّز فراغ قفزة في الهاوية.
في جبال سمحان بظفار
معقلك الأخير
هادئا تحدّق في المغيب
تستريح من سفر العصور.