إعداد:  عبدالرحمن السلوم

المتسللون للشعر خلسة هم حشرات الصيف الزاعقة
أحاول التحليق بعيدا عن أحلام الجلادين
عنان تعويذة مضحكة على صدر الرجل الأبيض
أنا رجل غير مستقيم .. عند دعاة الإنغلاق
الصحافة العربية لا ينقصها إلا الصحافة
ليس مهما أن يمر الرجل في حياة المرأة .. المهم العكس
أهدي أشعاري إلى المرأة التي ماتت منذ قرون
طفولتي جرفها الفيضان والطاعون إلى الجحيم

مع سيف الرحبي
الشاعر المعروف
ورئيس تحرير مجلة نزوى الثقافية

هذه خمسون جوابا عن خمسين سؤالا وكل أسبوع هناك وجه ثقافي أو اجتماعي يأخذ قلما وممحاة فيكتب هذا ويمحو ذاك حتى يكتمل الجمع خمسين في خمسين

*  سيف الرحبي .. سيف الرحبي . بماذا يذكرك هذا الاسم؟

– بشبح عابر، أو رجل ضل طريق الاستقامة وربما بطائر منقرض.

* حينما تمطر، ايهما اشد سعادة .. السحابة أم الأرض؟

– ليس أيا منهما: الأحلام الشاقة خلف جبال الأسطورة.

* من أين اتى هؤلاء الأغبياء؟

– من كل جهات الأرض ومن السلالات المحايثة لذكائنا.

* بين أنحائنا الموبوءة باليباس.. ما الثابت وما المتحرك؟

– اليباس نفسه.

* اتكاليتنا المفتوحة على الأمل – بمعاونة الشعر – أليس ضربا من الانكفاء الجبان؟

– أهميتها تكمن في كونها نقيض الاتكالية السائدة، خاصة في الخليج العربي.

* متى انطوت عليك اللحظة الماكرة؟

– في القصيدة والمرأة والترحال.

* «نحن لا نعيش حياتنا بل نتعلم فيها كيف نعيش» ما تعليقك؟

– الاثنتان معا .. ممارسة لا يمكننا الفصل فيها.

* إلى أين تمضي كلمات الحب .. بعد أن نقولها؟

– إلى البحر، بحر الحب نفسه مثل سيول عابرة، لكنها باقية.

* المستعاد حينا يكون نفحة تساقط أمامها المرارة.. أين ذهب طفلك الأبيض «سيف»؟

– إلى الشعر، ملاذه الأخير وربما إلى الجحيم.

* الرحيل ردمة جميلة ليباس المشاعر .. كيف تسافر؟

– ذلك من أسرار المهنة.. أسرار يمكن الوثوق بإعلانها.

* المرأة لا تمر في حياة الرجل إلا مرة واحد .. ماذا عن الرجل في حياة المرأة؟

– نصف مرة أو مئات المرات .. لا فرق.

* حينا نحس أن الموازين مختلة .. وحينا نحس أن الاختلال جيء به موزونا، ماذا تحس أنت؟

– الاختلال المتوازن .. نفحة من المقدس.

* شساعة سحيقة بين العيد حين كان يعبرا أطفالا وبينه الآن يمر بجوارنا غير آبه أو واع بنا .. ما قولك؟

– تلك طفولتنا التي جرفها الفيضان والطاعون.

* «جبال» هل هي رواسي النفس أم عواصيها؟

– ميتافيزقيا القلب والرعب والمهابة الروحية.. إنها الحقيقة الوحيدة في هذه الأرباع الخالية كالموت نفسه وهي مرآة حقارة الإنسان وعظمته في الحياة. خاصة حين تنتحب على ذراها بنات آوى والذئاب والسحرة.

* مم يتضوأ دبيب نملة الكتابة لديك؟

– بالعدم واليأس وضوء الجبال الداكن في عرين الأبدية.

* إلا تخاف على «نزوى» من الأجل المسمى؟

– أخاف عليها من استمراره.

* ترى ما الذي تقتاته ذاكرة الريح من على كراسي المطار؟

– تفترس أحلامها كي تتجدد، وتقلب أطراف البصر الزائغ بين الأسرار والقارات.

* ما سر هذا الإنسان يهدر طاقاته ما ظهر منها وما بطن لكي ينقلب إلى إنسان شبيه؟

– من هنا تبدأ لحظة الأقنعة والانقلاب على عري الحقيقة وجراحها.

* ما قولك لكل من:

الشاعر عبدالله الخليلي:

أنت أخر العنقود في السلالة «الخليلية» على المستوى العماني وما بعدك لا يستحق القراءة.

– كوفي عنان: احزم حقائبك وارجع إلى الغابات الإفريقية، عوض أن تكون تعويذة مضحكة على صدر الرجل الأبيض.

– زوجة نتنياهو: أن تحمل بندقية وتقتل أي عربي في طريقها، كي يكون القتل أكثر عريا ومن غير اوهام.. وفي الليلة نفسها يمكنها بالتأكيد أن تمارس الحب بشكل أفضل.

– د . عبدالله الغذامي: أنت تسكن جسدك كما تسكنك الصحراء،

– سعدي يوسف: «دائما معهم وخطوتي وحدي» بما معناه.

– عبدالمعطي حجازي: مرثية العمر الجميل .. ولاعب السيرك العجيب.

* هذا الامتداد من الخلو الموحش .. كيف نهادنه؟

– نسكنه كقدر مأساوي وجميل.

* «صلالة» تغرز أصابعها في جسد الأرض وبرج ايفل ينوش علو السماء، وأنت بينهما ماذا؟

– مشروع خاسر وأحلام محطمة .. لكن لابد من الحياة حتى القطرة الأخيرة في هذا الأرخبيل الخرافي لجنون البشر.

* قيس، عنترة، جميل، هم الذين يقولون شعرا، وليلى وعبلة وعزة «صموت» لماذا هذا التغييب للمرأة؟

– إنها اكثر حضورا من القائل والمقول أما يكفي هكذا تخليدا وجمالا وحنينا.

* على فكرة .. منذ متى وأنت سيف الرحبي؟

– منذ لحظة فقط وربما منذ قرون وربما ليس كذلك على الإطلاق.

* ما هما العينان اللتان لا تسهوان ولا تخبوان ولا تحبوان؟

– عيون الموتى ولكني لست متأكدا فالمسألة محض مجازفة.

* تزاحمت في قلب الرجل: غنج مذيعة وشطح كاتبة وليونة ممثلة وميوعة بطلة إعلانات وتكسر عارضة أزياء ماذا يظنون قلبه؟

– احتدام الرغبات، صحراء المعارك والنزعات التي لا حدود لا في قلب الكائن الذي لم يعد فيه مكان لطعنة نجلاء.* صحافتنا العربية .. ماذا ينقصها؟

– لا ينقصها شيء إلا الصحافة.

* كم مدية تكفي لقتل رغائب التأجيل فينا؟

– كل حسب طاقته وحسب نوع المدية أو الساطور.. لكن لماذا؟ أليست الحياة في العمق مشروعا مؤجلا؟

* وإذا الرياحات أينعت .. إلى أين تمد يدك؟

– إلى جرف في الجبل .. فلا عاصم إلا الله.

* دعوات العودة بالقصيدة إلى «الذات» الشاعرة .. ماذا سيحرمنا؟

– لا يحرمنا شيئا فقد حرمنا قبل ذلك من كل شيء.. وليس هناك من «ذات» بل هي نفسها ذوات كثيرة تتوزع في مساحات هائلة للزمان والمكان والحيوان.

* نعرف سيف الحبسي أكثر من سيف الرحبي .. لماذا؟

– تلك سنة العصر الذي نعيش، وقيمه.

* المتسللون المتسلقون لشجر الشعر خلسة «ببشوتهم» الناعمة .. ماذا أسرت لك الريح عنهم؟

– أحاول عدم التفكير فيهم واعتقد أن الريح كذلك مع حشرات الصيف الزاعقة.

* تغردك امرأة غناء لا ظلال لها .. قل لنا كيف تلتقيها؟

– لثانية لا أكثر..

* أكمل برفق «جميع الأنهار تؤدي إلى…..».

– إلى حتفها.

* بما ستستخدمون «الاستنساخ في عمان»؟

– للطماطم وبنوع من الاكباش الجبلية التي أحبها كثيرا.

* الشعر طُعم السياسة منذ الأزل.. حدثنا عن ذلك؟

– لا اعرف.

* والأرض ترضع خطاوينا كل يوم، إلى أين تشير بوصلتك؟

– إلى النهايات الحتمية: المنفى الذي لا يصعد إليه الطير، والموت.

* الاستهلاك اليومي للمرأة في القنوات الفضائية والقصيدة والليل .. كيف تتوقع وقع نهايته المفرحة أو المحزنة؟

– سؤال جميل، ربما الإيضاح أو التعليق يفسده.

* كيف تتفلت مدائنك من سلط الحياة؟

– عبر الحلم وتحليق المخيلة الى أماكن لا تطالها أحلام الجلادين.

* لمن تهدي منشأتك النابتة على ضفتي قلبك وأعالي لسانك وفحيح صدرك؟

– إلى المرأة التي ماتت منذ قرون.

* الشعر في المريخ .. كيف تتخيل شكله؟

– شعر بورنو.

* كم يبعد رئيس التحرير في داخلك عنك؟

– مسافات ضوئية.

  اليمامة