وهكذا قد يصح ان سيف الرحبي رجل من الربع الخالي، كما يقول عنوان مجموعته السادسة، ولكن هذه الدالة الجغرافية ليست بالضرورة دالة ميكانيكية على شعرية صحراوية ومخيال بدوي وعوالم سديمية رملية، التخلص المبكر من عبء ((الموقعة)) هذا يسمح باستخلاص نتيجة تالية تقول ان شعر الرحبي كان وما يزال جزءا تكوينيا لا يتجزأ من مشهد التجديد الشعري العربي في المراكز المدينية(العراقية والسورية واللبنانية والمصرية مثلا)، وليس في البيئات الخاصة التي تسمح بولادة وتنشئة وتطوير مخيال ذي خصائص محلية نابعة من مكونات المكان الطبيعي تحديدا (كما هو حال العديد من الشعراء الخليجيين الذين يندرجون بسهولة في مصطلحات مثل ((ثقافة الصحراء)) والجماليات الشفوية و((وحي الصحراء)) )، وقادرة على منافسة المخيال المديني عن طريق اجتراح عشرات المقترحات الشعرية المتميزة، هذه التي لا تقوم في نهاية الأمر بما هو اقل من تنشيط التفاعل بين المركز والأطراف، واغناء الحركة الشعرية الأعرض لأبناء اللغة الواحدة.
صبحي حديدي
القدس العربي